من أنا

صورتي
محام امام المحاكم الجنائية و الشرعية و المدنية

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

كهنة معبد آمون الجدد


بسم الله الرحمن ارحيم
ذكرت بلادي فاستهلت مدامعي
بشوق إلى عهد الصبا المتقادم
حننت إلى ربع به اخضر شاربي
وقُطّع عني قبل عقد التمائم
لكل انسان وطن يعيش فيه .. اا انا لي وطن يعيش فيا
جنى الليل و كانت ليلة بارده ليلة من ليالي الغربة و البعد عن الاهل و الام
كانت زوجتي و ابني قد استسلما للنوم يدفاهما دثار 
و كنت انا اشعر ببرد داخلي هو حنين لدفئ الوطن جفاني النوم من شوقي اليه 
صنعت كوب شاي لنفسي و ارتشفته مع عدة سجائر كانت تتطاير في الهواء
فلم اكن ادخن بل افكر في احوال بلدي و ثورتها
ثم و كالعادة سيطرت علي فكرة واحدة هي العودة الى احضان امي و الوطن
تعبت .. تمددت و قد استلهمني الشوق
و اخذت اتامل في مصر و شعبها و ثورتها و اربط ما بين احداث الماضي و آفاق
المستقبل و اذا بي اسرح و اجد نفسي في عالم الاحلام 
حلمت بمصر الغالية ايام الفراعنةو خصوصا بكهنة معبد آمون
و كيف كانوا يسيطرون على السلطة و مقدرات البلاد 
صحوت من حلمي غير مفزوع لان شعب مصر كان قد تخلص من الطغاة 
كهنة المعبد الجدد لتوه و بدأ تاريخا جديدا
و من هنا جائتني فكرة هذا المقال المتواضع الذي اتمنى ان اجد من يتفاعل معه 
و ينتقدة بايجاب او سلب و خصوصا من اعضاء جروب فرفشة المحترمين

ثورة 25 يناير تعكس على حد سواء المظالم القديمة التي كانت في نمو مستمر لا سيما خلال ال 10 سنوات الماضية 

و ارتفاع حركة الاحتجاج ضدها و من بين المعالم الرئيسية لهذه الحركة التي اخذت
البعد الاجتماعي بدلا من البعد القومي

الحركة العمالية الشهيرة من عمال الغزل و النسيج ( المحلة ) عام 2006 و قد سبقتها 
حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني

في انتفاضتة و انتفاضة الاقصى الثانية و كذلك ضد احتلال العراق من قبل القوات
 الامريكية في عام 2003 و مع ذلك يمكن

للمرء تتبع بعض الاحداث التي يمكن ان ينظر اليها على انها الشرر لهذه الثوره و اود 
ان اقول هنا و ذلك حسب حسابي و تحليلي

الشخصي للامور ان هناك اربعة احداث كبرى التي لعبت دورا هاما و كانت مؤقت 
لاندلاع الثورة ان صح تعبيري تقديري و تعبيري

كانت اولاها جريمة قتل شاب من قبل الشرطة في 7 يناير2010 عندما تعرض مواطن 
يدعى خالد سعيد 28 عاما للضرب حتى 
الموت

على يد الشرطة في مقهى للانترنت في الاسكندرية حيث انشأ اصدقائه مجموعة في
 الفيس بوك اسموها ( نحن جميعا خالد سعيد )  
و

قد جمعت هذه المجموعة اكثر من 300,000 عضوا و لم يكن لغالبية هؤلاء الشباب أي 
مشاركات في العملية السياسية من أي نوع

من قبل ذلك و كن هذه المره كانت لديهم قضية وحدتهم و هي انه كان يمكن ان يكون
 خالد سعيد أي واحد منهم فشكلوا مجموعات

للنقاش و تطور بهم الامر من المطالبة بتحقيق العدالة لصديقهم الى احتجاج على قانون
 الطوارئ و القمع و الفساد و البطالة 
وباختصار

قرروا الذهاب نحو تغيير حقيقي

و كان الحدث الثاني في رأيي عودة الدكتور البرادعي الحائز على جائزة نوبل و الذي
 تحدى مبارك في قيادته للدولة و المواد 
الدستورية

التي اعطته القدرة على على احتكار السلطة لمدة ثلاثين عاما , و اعتقد أن هذا اعطى
 الامل لكثير من الناس لا سيما الطبقة الوسطى 
الذين

وعوا بمبارك رئيسا وحيدا منذ ولادتهم فقد ايده نح ربع مليون شاب على الفيس بوك

و ثالث حدث هو التزوير الفاضح في كافة المجالس المنتخبة خلال السنة الماضية و
 خصوصا تزوير الانتخابات البرلمانية التي اتبعت
 طريقة

بدائية صارخة تعكس غطرسة الزمرة الحاكمة و ازدراءها للشعب

ورابع حدث هو الدفعة الاخيرة التي جاءت من الثورة التونسية حيث تم اسقاط الدكتاتور
 بن على يوم 14 يناير و كان حافزا لشباب و 
هو انهم يستطيعون

القيام بذلك طالما استطاع التونسيون فعل ذلك و فعلا و على الفور اعقاب ازالة بن علي
 في تونس بدأ المدونين و بعض الشباب في
 الفيس بوك لحركة 6 ابريل

من اجل التغيير و مجموعة خالد سعيد و جماعة البرادعي بدأوا جميعا بالدعوة الى
 مضاهرات تطالب ب " الكرامة و الديمقراطية و 
العدالة الاجتماعية "

و قدم خطابا ملهما دعا جميع المواطنين و الشباب للانضمام للثورة من اجل بلادهم
 فضلا عن اخوانهم و اخواتهم .

من ان نلاحظ الدور لعبه الفيس بوك و المدونين في تنظيم هؤلاء الشباب من خلال
 تمكينهم من الاتصال ببعضهم البعض و مناقشة 
القضايا و التعبير عن 
مطالبهم

و كان هذا ضروريا لاسيما في غياب الاحزاب السياسية القوية التي تكون على اتصال
 بالناس للعب دور قيادي في تلك المرحلة , و
 مع ذلك لايمكن فهم الا 
الاسباب

العميقة الجذور في سياق التغييرات التي حدثت في المجتمع المصري في العشر سنوات الماضيه و حتي قبل أي منذ منتصف 
السبعينيات  ,ففي تلك الحقبة و 
ابان حكم السادات تحولت دولة مصر و فجأة من الاقتصاد الواحد المدعوم الى اقتصاد السوق المفتوحة حيث رؤوس الاموال 
الاجنبية و المحلية التي سيطرت 
بقسوة على كل الموجودات في البلاد , و تشكلت الاوليغارشية الحاكمة الجديدة في عهد السادات و ازدهرت و اصبحت سيطرة 
مطلقة في عهد مبارك و (( 
عادت سيطرة كهنة معبد آمون )) و قد ولدت هذه الطغمة الحاكمة الجديدة من التزاوج بين سلطة الدولة و رجال الاعمال في ظل 
غياب أي نوع من الشفافية و
 اصبح الفساد وسيلة رئيسية جوهرية لتراكم الثروة و السلطة على حد سواء للدولة , وعم فساد ( كهنة المعبد الجدد ) كل شيئ من 
بيع اصول مملوكة للدولة 
مثل شركات او عقارات و حتى الفو السوداني بالاضافة الى غسل الاموال و اللجان على كل انواع الصفقات بما في ذلك صفقات 
الاسلحة فضلا عن التبرعات
 الخارجية لمصر كل ذلك انتج فساد في سلطة  الدولة المتمثلة في الامن الداخلي ( امن الدولة ) و الشرطة التي كانت في يد ( الكهنة 
) أي ذوي المناصب العليا
 في تلك الاوليغارشية , نتائج هذه السياسات المعتمدة من قبل الطغمة الحاكمة ، والتي تشكلت في أزياء خاصة بها أدت إلى عواقب
 كارثية عدة للاقتصاد 
المصري ككل ، وكذلك بالنسبة لغالبية الشعب المصري. و في غضون ذلك تغيرت مصر من كونها دولة منتجة شبه مستقلة تعتمد 
على اقتصاد واحد بني 
اساسا على قطاع الخدمات و تغيرت معها حياة الناس للاسوأ , البطالة وصلت الى مستوى غير مسبوق حيث يعتقد انها وصلت الى 
ما نسبتة 25% و حتى
 معظم العاملين كانوا بلا عقود دائمة أي لا حماية و لا ضمان اجتماعي لهم , و ظروف العم ايضا اصبحت اكثر سوءا في غياب 
حماية الدولة و نقابات عمالية مستقلة و عاش ما يقرب من 60% من الشعب المصري في الاحياء الفقيرة .

و في الوقت نفسه اصبح الظلم يقع على قطاع واسع من الناس من قبل الامن الداخلي
 ( امن الدولة ) و الشرطة  حيث اصبحت
 وحشية التعذيب جزءا من
 الروتين اليومي للحصول على اعترافات سريعة حتى لو كانت خاطئة لضمان السيطرة 
و ممارسة السادية حتى اصبحت ذات طابع 
اصيل و جزء من تدريت
 الشرطة
فمن كل هذه المظالم بدات تظهر على السطح و خصوصا في الخمس سنوات الماضية احتجاجات يومية من جانب قطاعات مختلفة
 من السكان التي لم يسبق لها 
مثيل في تحركات سياسية او اقتصادية حيث ان الناس اصبحوا اكثر يأسا في اصللاح الحكومة ( كهنة معبد آمون ) و اقل خوفا منهم 
لذلك عندما دعا شباب 
الفيس بوك لمظاهرات لتغيير النظام الحاكم تفاجأت الزمرة الحاكمة و قواتها الأمنية و حتى المتظاهرين انفسهم الذين كسروا حاجز 
الخوف لدى عامة الناس
 فاصبحوا من عدة الاف الي مئات الالاف وكما يعرف الجميع ان المظاهرات اكتسبت زخما في ظل وتيرة تنازلات النظام البطيئة و 
اصبحت مطالب الجماهير
 تتجاوز الاصلاحات الى الاطاحة بمبارك لاحداث تغيير سياسي اكثر راديكالية فضلا عن اقضايا الاجتماعية فمع وفاة عدد من 
المتظاهرين في مدينة السويس 
اتخذت المضاهرات قفزة جديدة للوصول الى الملايين في كل مصر فلم تزد وحشية الشرطة و طلقات القناصة و الارهاب المنظم 
ووفاة 400 شخص لم تزدهم 
الا تصميما .
في الأيام الأخيرة التي سبقت إعلان مبارك استقالته النهائية ، وانضم عمال من جميع القطاعات تقريبا مع حركة الإضرابات في 
أماكن عملهم والدولة ما يمكن 
أن يسمى العصيان المدني أصبحت حقيقة واقعة. والجيش لا يتدخل أو لا يمكن من دون حمام دم عواقبه على الجيش نفسه لا يمكن 
حسابها. ولم يكن امام 
نظام مبارك الا التنازل وكان عليه أن يذهب.
حتى الآن الكثير من النجاح تحقق و ربما من اهم مكاسب هذه الثورة تاريخيا و يبق هذا حسب رايي الشخصي هو التغير الذي حصل 
في كثير من الشعب 
المصري نفسه مثل المضاهرات و الاعتصامات و خاصة ميدان التحرير ( الذي يسمى الان من قبل البعض ساحة الشهداء و ساحة 
التحرير و... ) و " هنا 
احتفظ برأيي و نظرتي لهذه الاعتصامات الى مقال آخر "  فهذا يعتبر واحدا من اروع الاعمال الدرامية التاريخية في تاريخ مصر
 الحديث و بصرف النظر عن 
الدرجة العالية من التسييس التي وقعت في الساحة ، وقصص من التضامن والبطولة والشعور بالانتماء إلى المجتمع الذي تم بناؤه 
حتى يبقى دائما في عقول 
ونفوس الناس.
لأول مرة وبعد تاريخ طويل من الطائفية المتزايدة ، كافح المسلمون والمسيحيون معا تحت شعارات "المسلمين والمسيحيين ونحن 
جميعا المصري" نحن 
جميعا يد واحدة ، ورفعوا اشارة النصر بأيديهم إلى وسائل الاعلام والمتفرجين. وقفت الرجال والنساء ، المحجبات والمنقبات جنبا 
إلى جنب لحماية بعضها 
البعض ، والنضال على أسس متساوية دون الاحتكاك أو التحرش. " نناضل معا ونحن على استعداد للموت" ، صرخت الحشود.
 لمبارك قالت فيها "نحن لن
 نذهب لكنك سوف تذهب".
منصور سعيد ناصف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق